قبل الرحيل.

لِلْتَّو انَا لَم اكُن اعْلَم مَايَعْنِي الْحَنِيْن لَلَّو طَن.. وَالْخَوْف مِن فِقْدَان الْإِنْتِمَاء,,



سَأَلَنِي اخِي الْأَكْبَر,,


مَا اجْمَل شَي بِالْحَيْاة ..


فَأَجَبْتَه بِسُرْعَه وَعَفْوِيَّة ..


{ الْإِسْتِقْرَار}


وَبَعْد مُضِي ثَلَاث سَاعَات ارْدُف يَقُوْل..,


صَدَقَتِي لَا اجَمَل مِن الْإِسْتِقْرَار ..


حِيْن تَنَام وَتَسْتَيْقِظ وَانْت مُسْتَقَر الْبَال لَاتَخْشَى الْغَد وَلَا تَخْشَى مَايُخبّئِه لَك عَقْرَب الْسَّاعَه الْبُطْئ وَالْسَّرِيْع احَيَانَا كَثِيْرَة ..


حِيْن تَسْتَطِيْع الْضَّحِك وَالْبُكَاء وَانْت تَشْعُر بِهِمَا اكْثَر ,,.


الْيَوْم عَلِمْت انّي احْتَاج لِلَّرَّاحَة لَكِن كَمَا اقُوْل دَائِمَا


{ لَأَنّنِي وُضِعَت عَلَى بِدَايَة طَرِيْق لَم اكُن احْلَم بِه كَان عَلِي اكَمَالُه }


وَمَن مَبْدَأ الْتَّرَاجُع خَيْبَة وَاوَّل سَلَالِم الْفَشَل..


لِذَلِك لَم افَكِّر بِالْتَّرَاجُع حَتَّى وَان زَادَت الْأُمُوْر عَن حَدِّهَا..


مَايُلْهِمِنِي هُو اسْتِخارَتِي بِرَب الْعِبَاد فـ بِالتَّأْكِيْد هُو ادْرِى بِمَا تَحْمِلُه لِي الْأَيَّام...






فَقَدْتُك..


وفَقَدَتِكُم.


وسأَفْتَقِدِك....


مُنْذ صَبَاح الْيَوْم وَانَا اشْعُر بِالْحَنِيْن رَغْم انِي لَم افَارْق لِلْتَّو..


دُمُوْع وَالِدَي الَّتِي لَم ارَهَا ابُدآ طِيْلَة حَيَاتِي الْهَمْتَنِي بِأَن لِلْتَقَدُّم مَجَال لِلتَجْدي فَلَابُد مِن الْنَّجَاح ..


لَن ادْع لِلْزَّمَن مَجَال بِأَن يُهْمِل دُمُوْعُه فَسَأُهْدَيْه شَهَادَتَيْن بِإِذْن الْمَوْلَى..


اعْلَم يَاوَالِدِي ان لِلْأَيَّام ثِقَل عَلَيْك انْت وَوَالِدَتِي


فـ فِرَاقِي انَا وَفِرَاق اخِي عَلْقَمَا عَلَى مَدَار الْأَيَّام,,


الَا انّي مِن هُنَا اخْبِرُك انّي سَأَعُوْد قَرِيْبا جِدا ..


وَالِدَتِي ..


كَمَا قُلْت لَك مَرَّة .......


كُل الأَطَان غُرْبَة الَا حِضْنِك .


فأحْتَضُنِيْنِي بِالْدُّعَاء فَأَنْتِي نُوْرِي وَجْنَتَي...






لَا اعْلَم مَاسأُدُونَه هُنَا هَل سَيَكُوْن مُصِورآ لِكُل مَا اشْعُر بِه..


فـ نَبَضَات الْقَلْب ..


وَالْخَوْف مِن الْمَجْهُوْل..


وَالْحَنِيْن لِلْرُّجُوْع ..


كُلُّهُم يُدَاهِمُوْنِي هَذِه الْلَّحْظَة ,,


الَا انّي احَاوِل الْإِنْتِصَار وَرَيْثْما اعُوْد للإِسْتِرَّخَاء,,


تَمُر عَلَى بَالِي اشْرِطَة الْحَيَاة فَأَجِد الْحَنِيْن يَقْتَلِع كُل اللَّحَظَات لِلْأَعْمَاق.,,


الْيَوْم وَانَا احْلِق عَلَى سَمَاء جُدَّة قَادِمَة لَهَا كُنْت اشْعُر كَأَنِّي كـــ ذَاك الْطَّائِر الْحَزِيِن الَّذِي يُحَاوِل ان يَمُر بِكُل الْدِّيَار..وَيُتْرَك اثَرآ لَه قَبْل الْمَغِيْب,, وَيَتَخَبَّط بِه الْحَنِيْن هُنَا وَهُنَاك..


وَبَعْد سَاعَتَيْن مَن الْآَن سَأُغادْرّك يَاجَدَّة ,,


بَل,,,


سَأَتْرُك ارْض الْوَطَن لِأَوَّل مَرَّة .,,


وَانَا آَهِبَة بِمَدَى الْأَلَم الَّذِي سَيَعْتَصُرَنِي , وَمُسْتِشَعَرة ذَاك الْشُّعُوْر بِالْغُرْبَة لاحَقآ.,,


بَعْد سَاعَات سَأُوَدِّع الْأَهْل وَالْأَصْدِقَاء واعَادَة الْذِّكْرَيَات وَامُوْر الْحَيَاة الَّتِي اعْتَدْت عَلَيْهَا ...


يَجِب عَلَي الْتَّأَقْلُم جَيْدَآ لِمَا هُو قَادْدّم ..


حَتَّى اسْتَطِيَع الْتَّنَفُّس بِهَوَاء نَقِي,,


لَابُد ان اعْلَم ان لِكُل بِدَايَة صُعُوْبَة وَمابْدأ صَعْبَآ سَيُسَهِّل بِإِذْن الْلَّه,,,






وَدَاعَآ لَك يَاوَالِدِي وَوَالِدَتِي ,,


وَإِلَى لِقَاء يَجْمَعُنَا قَرِيْب بِإِذْن الْلَّه ..






كَلِمَة اخِيْرة لَأَرْض الْوَطَن ..


سَيَبْقَى الْحَنِيْن مَاحّيّييُيت






يَوْم الْثُّلاثَاء


18-4-1432هـ