المشاركات

في الإغتراب يُكرم المرء أو يُهان

صورة
حينما تصل إلى منفذ أحلامك و تتدفق عليك نعيم السعادة من كُل باب، تُخال أنك أنجزت كُل شي بمُجرد عبودك البوابة الأولى من النجاح وتنسى أن أعظم قصص النجاح كان قوادُّها ممن عانوا من صعوبة البدايات فكان الكفاح سلاحهم الأول حتى حققوا أنجح النهايات التي عقبتها نجاحات أُخرى. هكذا وقفت في الإبتعاث ، ظننت أن تواجدي في الغُربة هو كُل الإنجاز وتغافلت في الشهور الأولى عن هدفي الأهم الذي مغزاه " ماذا سأُحرز خلال تواجدي هُنا؟!" ، " كيف سأدفع ثمن المسافات التي تفصلني عن والداي بمقابل غالي يتلخص في شهادة تختصر سنواتي هُنا؟! " ، " وكيف سأختار دربي في تدافع الثقافات وانفتاح العالم على مصراعيه يحفى بإغترابي؟!". سألت نفسي مراراً بعد وصولي لأرض لم انتمي لها يوما؛ " ماهية السبب الذي دفعني للمضي قدماً إلى هذا الوطن ؟! تاركة من خلفي كل عادات القبائل تهمس في ظهر حلمي أنني لابُد أن أعود بـ مبرر قوي يُخرس السنة الجاهلين!.  راودتني تساؤلات لم تعبرني حين استلامي قرار الإبتعاث بقدر ما هي تجول بخاطري عند وصولي إلى " كندا". عرفت جيداً أن ثمن فراق

بكاء المـسافات.

صورة
مـــن: المتكاسلة عن العودة و الغافلة عن احتضان اللحظات, من فتاة الرابعة من العشرين ربيعاً, من الصبية التي انسدل شعرها تحت وطأة الإهمال على كتف الغربة, وتخاذلت عن رفع غُرتها كي تُدرك حجم الشقاء الذي وصلت إليه بدون رجلُ مثلك.. إلى : قائد سنوات العمر وصاحب الصوت الصاخب في منزل عتيق, إلى نفس ذاك الرجل الذي يغرزطرف شماغه في فمه ويتلحف بالطرف الآخر يخفي غصة و ونة ودمعتين على فراق أبنائه إلى والدي العزيز : سالم أمـــا بعد: جرت العادة في الحياة أن نختبئ برسائلنا عنكم و نتوسل للحياة أن تمضي دون ترك دليل لكم على حبنا واشتياقنا . نحن نخاف نظرات الحب و طرق الإحتضان لذلك يمضي كل شيء سريعاً يا حبيب قلبي .. تمضي السنوات مخلفة شيئا من الماضي امتزج بحب الإغتراب ولفحات البرد القارسة هنا تقضي على اوقات العودة و مبادلة الاحاديث التي يسعد لها القلب .. يـا الله انا مٌرتبكة ياوالدي , أخاف ان اكتب لك فتقرأني بوضوح تام وتعرف انني هشة ولست كما ادليت بي في وجه الحياة, انها حقا هذه الحروف هي المعضلة فهي تتفلت من لساني وتنزلق عند شفتاي فتموت قبل ان تخرج.. قبل عامان نفس هذه الكلمات م

لا أحبك ي أبريل

صورة
حينما افترقنا تحت المطر في ليلة ربيعية... كنت اسمع مكابح سيارتك .. تكاد تنفجر غضبآ معك وانت تقودها ... كنت اخشى على نفسي معك ... كيف اصبحنا نخشى من استأمناه ... كنت انظر لوجهي في المرآة الجانبية للسيارة ،، و اتسائل اي عجز سكنني حتى بت لا افارقك .. اردت ان اخفف الجو المجروح .. فطلبت منك ان نتوقف للصلاة .. فالطريق لبيت اهلي بعيد .. وفي الحقيقة كنت اخشى ان اموت قبل ان اصل .. كنت اخشى ان اموت وانا حزينة من أجلنا ،،. خشيت ان ياتي شتاء قارس فيلهبك صقع برده وتموت وحيدا من دوني .. وتبكيني ياعزيزي ... فــ أجبتني صارخآ : ( صلي في بيت اهلك كل صلوات العمر ). عم الصمت ارجاء السيارة .. تلك السيارة التي شهدت مشاجراتنا والعراك .، حتى في ايام خطوبتنا لم اذكر ان مسامعي انطربت ب احبك فيها.. أدرت وجهي عنك .. كي تبكي الأنثى المكسورة بداخلي .. كان بكاء صامتا ف غياهب الزمان تمردت علي حتى صنعت مني ( سلحفاة مخذولة ) لكن الفرق بيني وبينها أنها تعيش ببطء و أنا أموت ببطء قاتل .. تذكرت أول ليلة بعد خطوبتنا ،، كنت اضحك بطريقة جنونية حينما يدب الخجل فيني .. آآه لم اكن جرئية.. بل كنت اخفي خجلي

وجبة إفطار قاتلة

صورة
          لعمر كان ولم يمضي بعد ..   لسنوات كانت بأنينها تحزنني ..   لــ درب كنا فيه نتناول وجبة الإفطار معا .. نملك تلك الصفات التي يبحثون عنها الرجال ..   نتسكع في حانات الجامعة ..   فأخبرك أن تمتنعي عن تناول المضادات للنوم .. وان ترتدي وشاح الطمأنينة فتبتعدي عنه ..   وتصرخين بوجهي قائلة :   ( كيف للمساء أن لا يمضي ونحن معا .. أنا وهو وعلاقة التفاني بيننا بازدياد)   لأجيبك :   ( أن الكأس يحتاج لماء أصفى .. لماء أنقى .. لماء كـ الزلال .. لا يعكر صفو ليل ولا سكون نهار)   فتضحكين لتنهي الحديث بقولك :   ( كم أنت شاعرية يا صديقتي )   آآهـ يا صديقتي ليتك بقيتي مقيدة بتلك الشاعرية يوما ما ..   حتى لا يمتلئ كأس حياتك بـ ريق رجل لوثت شفتاه غلاف سيجارة مهشمة استعارها من صديقه في ليلة داكنة .. لتعود لصديقه في الغد الباكر..   حتى لا تمضي الساعات ويتوقف عقرب الدقائق عند الـ نصف من كل ساعة . . فـ يحرق لهيب عينـاك .. ويضجر مسمعك .. ليخبرك انك خسرتِ الكثير..   حتى فقط تتناولين وجبة الإفطار ببساطة   .. قالب جبن .. وزيتون .. وتتركين وروده بعيدة..   حتى فقط ترفقين على هوى النفس من الق

دعونا من هنا نبدا

صورة
مساء الاحااسيس والاجواء المعتدلة في ديرتي الجنوبية التي اعشقها وصباح تساقط اوراق الاشجار في خريف غربتي التي سئمتها سلام من الله ورحمته وبركاته .. على كل زائر في غيابي ,, لكل من قرا لي حرفآ ورحل ,, وكل من ترك بصمة من حروفة .. لكل شخص هو ينتظر ان اكتب مايحل بي في غربتي ,, والى خاصة اهلي .. اشتقت للجميع بلا استثناء وساعود قريبآ للزيارة لاخبركم اني وصلت .. الحنين يتربص بي ,, يباغتني بالليل ويرحل عني صباحآ ,, وكانه يخبرني ليس هنا موعدي ياحنان .. كم مرة اخبرته ذاك الحنين المزعج ,, اني منحته تذكرة الاقامة للابد بحياتي .. لاني اؤمن من لايحن قد لايحب .. ومن لايحب .. قد لايستمتع بحياته.. ورغم غيابي المتواصل على مدار السبعه اشهر والنصف الا اني احن لكل مكان تحمله ديار المملكة وساعود قريبآ... كان علي ان لا اكون ذابلة في الغياب .. او اقل مايمكن ان اخبركم عن مايدور معي كي تنصتون اولا وكي اخبر ايامي عن مافعلت بيا ثانيا حتى ياتي اليوم الذي اقلب فيه هذه التدوينات كـ ذكريات مثل ما اقلب مدوناتي بالعام الماضي عن الجامعة وذكرياتي بالسعودية .. الحمدلله الأمور هنا بخير .. فقد تاقلمت كثيرا واصبحت

لقلبك ياحمـــامة السلام

صورة
حِيْنَمَا تَمْتَلِي الْأَرْض بِالْمِيَاه مُشَبَّعَة بِالْأَمْطَار بَعْد طُول الْجَفَاف.. كـ تِلْك الْوُرُوُد الَّتِي تَظْهَر فِي فَصْل الرَّبِيْع فَتَكْسُو الْارْض جَمَالاآ,,, كـ احْلَام قَادِمَة جَمِيْلَة ,, كـ ذَلِك الْنُّوَر الَّذِي يَخْبُرُوْنَا بِه ان يَّمَسَّك الْانْسَان مِن غَيَّاهِب الْظَّلام لِلْنُّور.. كـ الْعَصَافِيْر وَرَوْعَتِهَا فِي عَالَم مَلِيْء بِالْجَمَال,, كـ النَّوْر الَّذِي يُزَيِّن اي مَكَان كـان ,,, لاتُخْبِرُوْنِي عَن كَمِّيَّة الْغُبَار الَّتِي تَجْتَاح الْمِنْطَقَة ,, وَلاتُخْبِرُوْنِي عَن الْكَم الْهَائِل مِن الْمَلَل الَّذِي يَتَخَلَّل قُلُوْبِكُم ,, لَا ارِيْد ان اعْلَم كَم انْتُم مُصَابِيْن .. او مُعَاقَيْن ,, فَمَا دَامَت هِي بِوَسَطِكُم فَلَكُم ان تُحْمَدُو الْخَالِق., هِي كـــ هَذِه الْصِّفَات وَاكْثَر,,, حِيْنَمَا مُلِئَت ابْرِيق الْمَاء بَالُكُم الْهَائِل وَانَا اجَهَزّه مَعِي لِلْسَّفَر مُسْكِت يَدَي لِتُخْبِرَنِي لِمَا كُل هَذَا الْمَاء يَاعَزِيْزَتِي .؟ اجَبْتَهَا ,, اخْشَى ان اظْمَأ بِالْطَّرِيْق وَيُصِيْبُنِي الْجَف

مبروك مشروع الحياة الجديدة

صورة
فِي الْسَّنَة قَد يَمُر يَوْم هُو بِالْاحْرَى يَسْتَحِق ان يَكُوْن يَوْم مُمَيَّز ,,تَهْدِيَنَا فِيْه الْسُّنَّة اجَمَل وَاطْهَر الْافْرَاح ,, وَتُقَدِّم لَنَا الْسَّعَادَة عَلَى طَبَق مِن الْامَانِي نَتَنَاوَلَهَا امْنِيَّة امِنيّه وَنَحْن فِي قِمَة الْافْرَاح,,, لَا احَد يَعْلَم كَيْف انَّنَا نَفْرَح فَرَحَآ عَظِيَمَآ ,, طّاهرآ., حِيْنَمَا نَزْف ذَاك الْغَالِي الْعَزِيْز الَى تِلْك الْطَّاهِرَة وَالامِيْرة,, شْائَت الْاقْدَار ان لَا اكُوْن مَع اهْلِي فِي نَفْس الْنِّطَاق مِن الْفَرَح ,, حَيْث يَزِفوون اخِي الْعَزِيْز ,, اخِي صَاحِب اقْرَب قَلْب شَارَكَتْه فِي عَائِلَتِي ,, اخِي الَّذِي تُحَمِّلْنَا كَثِيْرا وَسَاعِدْنَّا كَثِيْرا,, اخِي الْاكْبَر ,, بْنــــــــــــــــدُر الْيَوْم هُو يَوْم زَفَافِك ,, يَوْم ان تَلْبَس اجَمَل الِبَاسُك ,, وَتُفْتَح بِدَايَّة صَفَحَات كِتَابِك,, وَتَخْتَار عُنْوَان حَيَاة جَدِيْدَة ,, تَجْمَعُك مَع تِلْك الْعَزِيْزَة الَّتِي اتْمَنَى ان تَظَل مَعَك الْعُمُر كُلِّه ,, الْيَوْم اخْبِرُوْنِي اهْلِي بِكُل الْتَّفَاصِيْل