وجبة إفطار قاتلة


 

 

 

 

 

لعمر كان ولم يمضي بعد ..


 
لسنوات كانت بأنينها تحزنني ..

 
لــ درب كنا فيه نتناول وجبة الإفطار معا .. نملك تلك الصفات التي يبحثون عنها الرجال ..

 
نتسكع في حانات الجامعة ..

 
فأخبرك أن تمتنعي عن تناول المضادات للنوم .. وان ترتدي وشاح الطمأنينة فتبتعدي عنه ..

 
وتصرخين بوجهي قائلة :

 
( كيف للمساء أن لا يمضي ونحن معا .. أنا وهو وعلاقة التفاني بيننا بازدياد)

 
لأجيبك :

 
( أن الكأس يحتاج لماء أصفى .. لماء أنقى .. لماء كـ الزلال .. لا يعكر صفو ليل ولا سكون نهار)

 
فتضحكين لتنهي الحديث بقولك :

 
( كم أنت شاعرية يا صديقتي )

 
آآهـ يا صديقتي ليتك بقيتي مقيدة بتلك الشاعرية يوما ما ..

 
حتى لا يمتلئ كأس حياتك بـ ريق رجل لوثت شفتاه غلاف سيجارة مهشمة استعارها من صديقه في ليلة داكنة .. لتعود لصديقه في الغد الباكر..

 
حتى لا تمضي الساعات ويتوقف عقرب الدقائق عند الـ نصف من كل ساعة . . فـ يحرق لهيب عينـاك .. ويضجر مسمعك .. ليخبرك انك خسرتِ الكثير..

 
حتى فقط تتناولين وجبة الإفطار ببساطة

 
.. قالب جبن .. وزيتون .. وتتركين وروده بعيدة..

 
حتى فقط ترفقين على هوى النفس من القتل ..

 
من القتل يا عزيزتي ..

 
كــ عقد كانت حياتك .. بثوانيها والساعات .. بلحظاتها والأيام .. بدفء أمك وبكاء جدتك ..

 
فـ أهديتيه له بليلة كان هو فيها مريض..

 
مرضا لم ينتهي من مطارحته بعد ..

 
أرداه قتيلا بعد أن تناولك .. كـ وجبة فطورنا تلك ..

 
وأصبح صباحنا ذكرى رمادية .. ذابلة .. لم ترتوي من ذلك الماء بعد..

 
وأصبحنا يا صديقتي على مفترق طريق أبى أن يجمعنا ..

 
كذاك الصباح حينما سألتنا دكتورة المادة ..

 
(من كتب هذه الورقة )

 
لتجيبها دمعتك انك عاشقة ..

 
انك رميتي بتلك الأحكام عرض الحائط..

 
ولم تسألي نفسك يوما..

 
من صنع فطوري كل يوم .. حتى ادعه يتناولني كـ هدية مجانية بمنتصف العمر..

 
لم تسألي ذاك المسكون بداخلك ..

 
أي مبادئ كان يجعلك تسلكيها .. كي يقتات ورد مشاعرك..

 
في شارع يحمل فيه رجل مسن قبعته ,., يطلب مالآ..

 
ويكتب بجانبه : أنا ابحث عن ابني ..

 
ابنه الذي تناول سيجارة في ليلة إفطاره..

 
و كنت أنتي الفاتورة التي لم تدفع ..

 
تركها على طاولة الحياة .. وهـرب لموتٍ آخر ..

 
وبمنتصف العمر تبحثين عن قبعة ذلك الرجل المسن ..

 
لتضعي الفاتورة..

 
لا .. لا تفعليها ..

 
فليس بينه وبينك حساب..

 
لا فاتورة آجلة ولا أخرى منتهية المدة ..

 
اشربي ذلك الكأس لوحدك ..

 
لا تبكي جدتك من أجل مرارته يوما ..

 
اشربيه مع زيتون الصباح.. أو .. مع تمر والدتك كل مساء..

 
اشربيه يا فاتنة رجل أحمق.. رجل تبرأت منه العادات .. وانتهك مبادئ أب وحيد..

 
اشربيه بمرارته .. ولا تضيفي حبات السكر إليه..

 
لأنها لن تتحول.. لن تذوب..

 
فـ الصفاء يا سيدتي لا يتوافق مع الخيانة

 
لذلك ستخسرين المحاولة إن فعلتي..

 
وعظم الله أجرك صديقتي ...

 

 

 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 
حـياتنا ملكنا .. و.. أجمل من أن ينفيها رجل ..

 
وقلب الفتاة كـأس .. تملؤه لها الأيام

 
بحذر..



* مجرد نثر بقصة خيالية اردت ان اصور الواقع كما اراه...
هنا المقال بصحيفة الدائر

تعليقات

  1. خيال واسع وإيجاز تام وفكرة جميلة .
    أسعدتني رؤية حروفك مرة أخرى بعد غياب
    طويل تمنينا أن يكون خيراً إن شاء الله .

    ردحذف
  2. شكرا لك والحمدلله كل شي بخير وانما هي قصة مجازفة لتصوير الواقع لا اكثر..
    شكرا

    ردحذف
  3. جدا جميله
    نثرك مترف
    فخوره ببنت ديرتي
    دعاوات مغلفه من قلب أحبك ولم يراك
    بأن تحققين ما تريدين
    سأكون بالقرب دوما
    ﻻرتشف من جمال حرفك

    ردحذف
  4. أهلا بك يا بنت ديرتي والتي ايضا لا اعرفك :)
    ولكن سعيدة بإعجابك ومرورك من هنا
    اسال الله ان يوفقك انتي ايضا اينما تكونين

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ياترى هي كــذبة ابريل..

قليلآ من الارتواء

لا أحبك ي أبريل